إلى النباتات الإصطناعية- ديليس: إعتذار في غير أوانه.

وجوه/ ما أكثر الوجوه/ وما أقل من يعرفه منها/

عيون/ هنا وهناك/ أحيانًا بالقرب منه/ أحيانًا تصيبه مباشرة/

لكنها حتى حين تصيب/ فإنها تظل مجرد عيون/ عيونٌ عابرةٌ/

آذان/ أذنان اثنتان تلتقطان عبارة واحدة/ عبارةٌ واحدةٌ لليوم بطوله:

 

“إنه لعارٍ أن تكون وحيدًا.”

 

وحيدٌ رفقة فلسفات تبرر العجز/ وحيدٌ في زحام لا ينقطع/

وحيدٌ في مدنٍ بعيدة/ الزحام والفراغ مترادفتان في الوحدة/

البيت- وكل ما هو دون ذلك متساوٍ في الوحدة/

نظراتٌ متأملة/ نظراتٌ خاطفة/ وأخرى متشككة/

خيانةٌ على المحك/ حريةٌ نافذةٌ/ غباءٌ أكيد.

 

وعلى ضوء الشموع الكهربائية يصبح الحب أكثر ملائمةً للواقع.

 

وجوه/ وجوهٌ بالأسود- رقيقة/ وجوهٌ بالألوان العادية- خبيثة/ وعيون/

عيونٌ خائنة/ عيونٌ خائفة/ عيونٌ من زجاج/

كأنه مَحْكومٌ عَلَيَّ بالسيرِ في اتجاهٍ وحيد/ كأنه مُحَرَّمٌ عليهم السير برفقتي.

 

لا البراءة ولا التجربة يروقهم ما أفعل.

 

كأنه مَحكُومٌ عَلَيَّ بالعيشِ في قالبٍ وحيد/ القالبُ الذي لا يعجبني/

القالب الذي لا يناسبني تمامًا/ قوالبٌ.

 

ماضي يواظب على الوخز/ ماضي يتخذ دور الوصي/

خرابٌ يأكل ولا يشبع/ خراب السمكة من الذيل/ وانسحابات بالجملة/

تحت تأثير اليأس تصبح كل الاحتمالات مجازًا لاحتمالٍ وحيد/

الأطفال يكسبون الرهان/ العجائز كذلك/ العالقون لا حظ لهم/

المرح يصلح كغطاءٍ للفقر/ الحكمةُ قديمةٌ وغير مجدية/ الحكمة أثبتت فشلها/

الحكمة تراجعت- ولن تعود.

 

الفتاة دائمًا تشعر بالزهو/ الجمال يصنع ما يشاء/ الجمال فوق القوة/ الجمال فوق الحق/

الجمال رخيص وخائن/ فيما للقبح صفات أصيلة/

لكنها غير كافية.

 

هوس/ صورة/ جماعة/ الخطوة تلو الخطوة/ أقدام/ تفاصيل منسية/ إيماءات/

شفاه جففها الزهو/ نهود ضمرت لأسباب أخلاقية/ أجساد عطشى/

وعقل (قواد) لا يتوقف عن الإيتاء بالمبرر/

المبرر عار مزركش/ عار بالألوان الزاهية/

وجوه تشبه الأقنعة/ أقنعة/

وليس ثمة من وجوه.

 

 

(الرمل/ الإسكندرية- أبريل 2019)

2 thoughts on “إلى النباتات الإصطناعية- ديليس: إعتذار في غير أوانه.

Leave a comment