كيف بدأ الأمر؟

أحلم بعائلة مثالية

تستيقظ في ميعاد محدد

لتناول الإفطار،

تقضي عطلات الصيف في بلدان شتى،

وتناقش مستقبلها على طاولة

في اجتماعات هادئة ومعدة مسبقًا.

(دون ضغط الحاجة دائمًا!)

أحلم برفيقات غبيات

لهن أجساد يافعة

نهود برتقالية

وأفخاذ على الطريقة الفرنسية،

رفيقات لا يخنَّ

ولا يتحدثن عن الحقيقة بحماسةٍ وجِدٍ كما لو كانت مسلسلًا تركيًا.

أحلم بقارب

حيث يكون القيء

فقط: عَرَض لدوار البحر.

أحلم بزوج لقطتي

له حسب ونسب،

سُلالة، وفَرع، وشجرة.

أحلم برحلات صيد

وشعر كثيف ومجعد

لا تحركه الريح وتهزأ به كما امرأة.

أحلم بغابةٍ وكهفٍ

وخمسة حوريات أو ست،

ولبؤة تحرس أسرارهن.

أحلم بسبع ساعات وأربعين دقيقة على مقعد الرب

ومشاهدة التاريخ كفيلم سينمائي (editable version)-

*إخراج: بيلا تار

السيناريو: مقدس وسري.

 

أحلم بقنص اللحظة الخام

ووضعها في الإطار

هكذا.. خالية من اللون، اللغة، والموسيقى.

 

لي فكرتي؛ عن دوران الأرض والشمس حول بعضهما البعض،

عن النجوم، والماء.

الجاذبية، والمد، والجزر،

نتوء اليابسة، وانخفاض القامة أمام المال.

 

لي فكرتي؛ عن الفضاء، المساحة، والوحش المختبئ خلف خبر لم يتحر دقته أحد قط.

 

أحلم بانتفاء الصفة

شيوع الجمال، ومن ثم القبض عليه، وإعدامه

في ميدان عام

حيث يجب أن يُرى

النموذج معلقًا من قدميه.

أحلم بعالم قبيح-

قبيحًا جدًا (كعالمكم)

لا تكون فيه الدعارة مهنة- كما السياسة، والدعوة.

 

لي فكرتي؛ عن الأزل، القدر، المُسَـيَّر والمُـخَـيَّر،

الحرب، والقرادة في ذيل الجمل.

 

لي فكرتي؛ عن الانحطاط، دوران اللحظة في التاريخ، احتكاك الأبعاد الثلاثة، ظهور البعدين

الرابع والخامس، التعاقب، والانتظار الطويل في طابور الحتمي.

 

أحلم بإجابةٍ للسؤال، تحري الحقيقة المطموسة

بأمرٍ من الجنرال،

حفر البئر..

 

الحقيقة؟

لا أحلم بأكثر من حديقةٍ للأطفال،

وعتبة

يمكنني الجلوس عليها

وتذكّر الماضي

الماضي السحيق-

شتاء عام 1875:

حيث بدأت دورتي.

 

 

 

(العريش- 15 يوليو 2020)

2 thoughts on “كيف بدأ الأمر؟

Leave a comment