الحاجز الأخير

فراغ يحوط الكائن،

صوت أنثوي يافع

لا مبالٍ ولا مكترث

يخترق الحاجز المصنوع من أفكارٍ وأحجيات.

عينان مصوبتان

نحو مشهد آخر عليه أن ينتهي-

الآن.

رغبة:

أريد فصل الرأس عن الجسد،

لم أقل كل شيء بعد،

لكن الحياة تبدو بعيدة جِدًّا عني.

هنا..

أو هناك.

لا احتمالات

لإقامة جسور،

في المساحة الضيقة المتبقية

ثمة هوة سحيقة

تزداد اتساعًا

بالنظر بداخلها.

عما قريب-

ستسقط هذه أيضًا،

لتكتمل الصورة الممحوة،

فتولد أخرى جديدة،

في مكان غير المكان.

(مكان لا مرئي)

القبلات المتخيلة والمشتهاة

ارتفاع الأيدي

وبزوغ الإبطين

الرشفات السريعة المتعجلة

هذا وذاك

ال- هُنا وال- هُناك

النصائح التي لا تعين على شيء

العائلة-

هل ما زالت حَقًّا عائلة؟

المعاني الضخمة والفخمة

كل هذا

(وما ارتئيت عدم الحاجة إلى ذكره)

لن يمنع نخلة إضافية من السقوط

لن يعيد الشريط (الآخذ في الاحتراق منذ الأزل)

لحظة واحدة إلى الوراء.

كذا النشوة المفتعلة

داخل صوت أنثوي آخر

مرتعش وجبان،

النشوة الزائلة-

كالبيوت

وكالأجداد

وككل الموجودات.

عينان مصوبتان

نحو مكان

لا صورة فيه

لا شيء

غير تجسيد يتيم؛

صنم، أو جدارية حمقاء،

تشكلها وجوه الذين عاشوا على أشكال آلهة-

وحيدين

إلى حد لا يصدقه الإله الواحد نفسه،

حالمين

بالمقعد الأسطوري،

بمشاركة الواحد

في خلوده الملغز

-أولئك؛

من سمموا الرأس، ثم اختفوا…

.

.

.

قبل زمن 

                           بعيد جدًا عن هذا الزمان.

(العريش- ١٣ أكتوبر ٢٠٢٠)

Leave a comment