NADJA

إنه الربيع

حيث تزهر في قلبي

جروحي القديمة،

وبعض الأشياء البعيدة جدا في الذاكرة،

 

الربيع الذي يشبه الخريف كثيراً-

 

ربيعي الاستوائي،

وقلبي الذي أفسده الهطول الدائم للمطر.

 

 

طينٌ، وملح.

سماء مختلفة، وعلى أرض غير الأرض:

مَـرَّ كُلّ شيء.

 

شجرة تكون؟ أم ضفدع؟

لكنني رأيتكِ، وهتفت:

هيذي.

 

قبل أن أُحمل بعيداً،

قبل أن تصير اللغة،

وقبل أن تصير الحياة تلو الحياة:

بحثٌ عن شيءٍ لم أفهم كنهه.

 

 

هتفت،

ورأيته ينظر-

 

بعينين ملؤهما الشفقة

من بلور وضياء

وبؤبؤ من كلمات وعسل-

 

إليّ في الفراغ

الذي صار لاحقاً؛

حدقةً،

ثم عيناً،

ثم رأساً،

فلسانٍ،

ف…..

 

على بعدِ سنوات

كنتِ تقفين.

في شرودكِ ذاته-

 

وقد صُنع منكِ

اسماً

وعائلةً

مدينةً

وحرباً


فقط كي تجيئين.

 

 

كان ينظر إليكِ

ويشير إلى العدم

الذي حملوه بعيداً

 

            في داخل عدم-

                        في داخل عدم-

 

وأنتِ
أبدًا لم تفهمين.

 

 

 

-الألوان/ الصوت/ الرائحة

قادوني إلى هناك

حيث تفتح قلبكِ على اللهو

وصار للسان الأبكم

شَفَة بلونٍ قرمزي

وحيث صار شرودكِ

حزيناً

أكثر.. فأكثر.

 

 

هيذي

اخترتكِ مرتين.

 

 

كان ينظر.

من فرجة مجهولة،

ويهمس لي

اللغة، الخطوة، والسر.

يهمس لكِ

….

ويشير

 

بيده الكبيرة الواسعة

في الفضاء الذي لا يسكنه أحد غيره،

 

يشير

 

بيده العاجزة عن الولوج عبر الفتحة التي ما عادت لائقة.

 

إلى كل الخارجين

يشير.

 

يصرخ

 

أصرخ بدوري:

 

هيذي

هيذي!

 

لماذا؟
لماذا لا تفهمين؟!

 

 

(العريش- ١٢ مارس ٢٠١٩)

!اشترك ببريدك الإلكتروني لتصلك النصوص فور نشرها

Leave a comment