القُـمْـقُـمْ

مَـرَّ وقت طويل

ولم يعثر عليَّ أحد،

الحياة بالقمقم

هادئة للغاية،

لكنها لا تتسع لعائلة

ولا تحتمل أكثر من أمنية واحدة.

فليكن.

 

عبر ثقوب لا تكفي للهرب

يمكنني قياس الزمن

ثمة برد قارس

يتسلل إلى عظامي الحبيسة

وإذًا فهو الشتاء

كما يسمونه في الخارج.

تعلمت كل شيء من ها هنا

عن البشر والأمنيات

حزت لغةً إنسانية

وتدربت على قتلها

الأفكار قليلة

والخيال في حوزة حمقى/ مجانين

لا يأبهون لشيء

إنه الشتاء اللعين

حيث تشتعل أمانيَّ

وما من أسطورة تتحدث عن شيء بالداخل

يمكن أن يمد يديه إليك،

أفكر بالزغب البرتقالي

الذي كان يتحدث عنه السيد بحماسة

ورغم تركيبتي

أشعر بالظمأ.

 

أحب الفقراء

لأنهم جادون

ولأنهم يصدقون أحلامهم، تلك

التي لن تتحقق أبدًا.

 

يقولون:

الخارج جميل

وثمة ما يسمى نهرًا-

وآخر بحرًا

وأنه هناك مكان لي

اسمه اليابسة

وأنه هناك أشجارًا

وألوان

ولوحات

وموسيقى

وقصائد حب

-الخارج

الذي لا يرغب أحدًا بمغادرته

إلى قمقم..

حيث أعيش

حياةً هادئة، ومضجرة،

وحيث لا يسمعني غير

شاعر

ينصت لوحدته

ويكتب.

 

 

 

العريش- ديسمبر 2017

Leave a comment